الأمراض

التهاب الدماغ الأسباب والأعراض والعلاج وطرق الوقاية

التهاب الدماغ هو حالة مرضية نادرة وشديدة الخطورة تحدث نتيجة لإصابة خلايا الدماغ النشطة بالتهاب حاد مؤدية لانتفاخ هذه الخلايا وبالتالي الشعور بالصداع وتصلب الرقبة والحساسية للضوء والتشوش العقلي ونوبات الصرع وقد يتطور الأمر ليصل إلى فقدان الوعي أو الغيبوبة.

ويحدث التهاب الدماغ في الغالب نتيجة لعدوى فيروسية حيث أنها تشكل حوالي 70% من حالات الإصابة، وقد يحدث نتيجة مرض مناعي ذاتي حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الدماغ بشكل خاطئ، وفي حالات نادرة جداً قد يحدث هذا الالتهاب نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية أو بسبب ديدان بعض الطفيليات.

جميع الأشخاص معرضون للإصابة بالتهاب الدماغ لكن الأطفال أقل من عام وكبار السن أكثر من 65 عاماً، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة هم الأكثر عرضة للإصابة، وقد يظهر هذا الالتهاب ويتطور أثناء أو بعد الإصابة بعدوى فيروسية مثل الإنفلونزا والهربس والنكاف وغيرها.

أنواع التهاب الدماغ

يصنف التهاب الدماغ إلى نوعين رئيسيين:

التهاب الدماغ الأولي

في هذا النوع يصيب الفيروس أو العوامل الأخرى مثل البكتيريا أو الفطريات خلايا الدماغ والحبل الشوكي بشكل مباشر.

التهاب الدماغ الثانوي

في هذا النوع تحدث الإصابة في أي جزء من الجسم ويعمل جهاز المناعة على مقاومة العدوى ولكن الأجسام المضادة الناتجة تهاجم خلايا الدماغ بشكل خاطئ لسبب غير معروف، ويحدث التهاب الخلايا في هذا النوع بعد مرور حوالي أسبوعين من الإصابة.

التهاب الدماغ

اقرأ أيضا: جرثومة المعدة الأسباب والأعراض وطرق التخلص منها نهائياً

أسباب التهاب الدماغ

  • الفيروسات

تعد الفيروسات هي أكثر الأسباب شيوعاً في الإصابة بالتهاب الدماغ، ومن أمثلة هذه الفيروسات الهربس البسيط (HSV)، وفيروس نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز (HIV)، وبعض الفيروسات المعوية، وفيروس الحصبة، والنكاف، وبعض الفيروسات التي تنتقل عن طريق لدغات الحشرات مثل البعوض والقراد (فيروس غرب النيل).

  • أمراض المناعة الذاتية

حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا المخ بشكل خاطئ مسبباً تدميراً للخلايا وبالتالي يحدث التهاب في خلايا الدماغ.

  • البكتريا والفطريات والطفيليات وهي حالات نادرة جداً.

وعلى الرغم من ذلك فإن السبب الحقيقي في هذا المرض غير معروف في 60% من الحالات.

اقرأ أيضا: عرق النسا أو Sciatica ماهو؟أهم أعراضه الأسباب وكيفية تشخيصه وعلاجه

اعراض التهاب الدماغ

تظهر أعراض التهاب الدماغ بطريقة مفاجئة وحادة، حيث تبدأ بشعور المريض بأعراض شبيهة للإنفلونزا والصداع وتتطور الأعراض وتزداد سوءاً على مدار أيام إلى أسابيع لتصبح أكثر خطورة ويمكن تصنيف هذه الأعراض إلى بدنية وذهنية.

الأعراض البدنية:

  • حمى.
  • نوبات صرع.
  • صداع.
  • تصلب الرقبة.
  • ضعف عام.
  • صعوبة في التحدث أو السمع.
  • دوار وخمول.
  • حساسية للضوء والصوت.
  • فقدان الوعي أو الغيبوبة.

الأعراض الذهنية:

  • ارتباك وهياج.
  • الإفراط في النوم.
  • قلق.
  • هلوسة.
  • فقدان الذاكرة.
  • انفعالات عاطفية قد تصل لتغيرات في الشخصية والسلوك.
  • ضعف الإدراك.

وتختلف أعراض التهاب الدماغ الفيروسي تبعاً للمنطقة المصابة في خلايا الدماغ فمثلاً الأعراض الأولية في الالتهاب الناتج عن فيروس الهربس يؤدي إلى شعور المريض بحالة تسمى (Déjà vu) وهي شعور المريض أن حدثاً جديداً قد سبق له رؤيته.

وكذلك تختلف الأعراض في حالة التهاب الدماغ المناعي تبعاً لنوع الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا الدماغ ففي بعض الأنواع يشعر المريض بأعراض شبيهة بالإنفلونزا وتؤدي في النهاية لتغيرات في الشخصية والسلوك، وفي بعض الأنواع الأخرى يصاب المريض بنوبات الصرع.

اقرأ أيضا: سرطان البنكرياس أنواعه، أعراضه، أسبابه، تشخيصه، الوقاية منه، علاجه

اعراض التهاب الدماغ في الرضع

يصعب تشخيص التهاب الدماغ في الرضع والأطفال ولكن لابد من ملاحظة الوالدين لبعض الأعراض التي إذا وجدت فلابد من زيارة الطبيب المختص فوراً وتشمل هذه الأعراض:

  • القيء.
  • وجود انتفاخات بالقرب من اليأفوخ (منطقة لينة في أعلى منطقة الرأس).
  • الصراخ المستمر والبكاء المتزايد على الرغم من حمل الطفل وتهدئته.
  • تصلب وتشنج جسم الطفل.
  • فقدان ملحوظ للشهية.

 

هل التهاب الدماغ خطير؟

يعد التهاب الدماغ حالة شديدة الخطورة وله مضاعفات حادة معقدة وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى الوفاة وخاصة للفئة الأكثر عرضة للإصابة، فمثلاً يعد التهاب الدماغ الناتج عن الهربس مميتاً (الأكثر شيوعاً)، حيث تم رصد حالة وفاة من كل 5 حالات بالرغم من تلقي العلاج اللازم، وأيضاً قد يؤدي هذا المرض إلى مشكلات صحية دائمة نتيجة تدمير خلايا الدماغ في حوالي نصف الحالات التي أصيبت به ومن ضمن هذه المشكلات الصحية الدائمة:

  • فقدان الذاكرة.
  • نوبات الصرع.
  • تغير في الشخصية والسلوك.
  • صعوبة التحدث والسمع.
  • مشكلات في الاتزان والحركة.
  • مشكلات في الانتباه والتركيز.
  • وبالرغم من خطورة هذا المرض إلا أن فرصة العلاج والشفاء التام منه أفضل عند التشخيص المبكر.

اقرأ أيضا: التهاب الزائدة الدودية..و 7 أطعمة تزيد من احتمالية التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال و الكبار..

علامات الشفاء من التهاب الدماغ

يستمر التهاب الدمَاغ عادةً من عدة أيام إلى مدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، لكن التعافي التام من المرض قد يستغرق وقتاً طويلاً وقد يمتد ليصل إلى سنوات، وتسمى الفترة التابعة لفترة الإصابة بالنقاهة، وفي هذه المرحلة يشعر الشخص المتعافي بالتحسن ولكن بطبيعة الحال يعاني جسم المريض من الضعف والإرهاق بشكل عام بعد الإصابة بمرض خطير.

لذلك لابد للشخص المتعافي أن ينعم بقسط كاف من الراحة، والحفاظ على التغذية الجيدة، وبالطبع ممارسة الحياة الطبيعية ولكن بشكل تدريجي.

لكن المرضى الذين تأثروا بالتهاب الدماغ وأصيبت خلايا الدماغ لديهم بالضرر الدائم وبالتالي أصيبوا بمشكلات صحية دائمة مثل فقدان الذاكرة وصعوبة التحدث والصرع وغيرها، لابد عليهم من التوجه إلى الأماكن الصحية والخدمية المتخصصة بحثاً عن الشفاء وإعادة التأهيل ومحاولة التكيف مع الوضع الحالي وبالتالي الانخراط في المجتمع.

اقرأ أيضا: الالتهاب الرئوي، وأنواعه، واعراضه، ومضاعفاته، وعلاجه، والوقاية

علاج التهاب الدماغ

يعمل الطبيب المختص على علاج التهاب الدمَاغ باتباع نظامين، النظام الأول هو محاولة القضاء على الأسباب المؤدية للمرض، والنظام الثاني هو محاولة تخفيف الأعراض الناتجة عن الإصابة، ويصف الطبيب بعض الأدوية مثل:

  • الستيرويدات التي تعمل على تقليل الالتهابات في الدماغ.
  • مضادات الفيروسات التي تستخدم في حالة العدوى الفيروسية مثل الهربس وغيرها.
  • المضادات الحيوية التي تستخدم في حالة العدوى البكتيرية.
  • مضادات الفطريات وتستخدم في حالة العدوى الفطرية.
  • مضادات التشنجات التي تستخدم في حالة تعرض المريض لنوبات صرع أو تشنجات.
  • مدرات البول التي تعمل على تقليل الضغط داخل الرأس.
  • المسكنات لتهدئة الألم والصداع الناتج عن الالتهاب.
  • وفي حالات أخرى قد يلجأ الطبيب لإجراء جراحة في حالة وجود ورم يضغط على خلايا الدماغ مسبباً الالتهاب.

اقرأ أيضا: الصلع أو Baldness ..أنواعه وأسبابه أهم الأعراض والعلاج

هل التهاب الدماغ معدي؟

يعد التهاب الدمَاغ حالة مرضية تحدث غالباً نتيجةً لبعض الإصابات الفيروسية مثل فيروس الهربس والإيدز والحصبة والنكاف وغيرها، ولكن لا يعد التهاب الدماغ مرضاً معدياً في حد ذاته ولا ينتقل من شخص إلى آخر، ولكن مسببات هذا الالتهاب هي عوامل معدية في الظروف الطبيعية وعلى الرغم من ذلك لا تلزم العدوى بهذه العوامل الإصابة بهذا المرض وذلك نظراً لاختلاف استجابة الجسم المناعية من شخص لآخر، وبالطبع لا يعد التهاب خلايا الدماغ الناتج عن أمراض المناعة الذاتية مرضاً معدياً.

ما الفرق بين التهاب الدماغ والتهاب السحايا؟

يعد كلاهما حالة نادرة وشديدة الخطورة، لكن الفرق الجوهري هو اختلاف منطقة الإصابة، حيث أن التهاب الدمَاغ يصيب خلايا الدماغ والحبل الشوكي، لكن التهاب السحايا يصيب الغلاف الرقيق الذي يغطي خلايا المخ والحبل الشوكي.

اقرأ أيضا: دوالي الخصية وأعراضها وتطورها وتشخيصها وعلاجها

الوقاية من التهاب الدماغ

  • تلقي اللقاحات اللازمة هو أهم طرق الوقاية من الإصابة بالمرض وخاصة للأطفال، مثل لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
  • تفادي التعرض للدغ من بعض الحشرات المفصلية الناقلة للفيروسات المسببة للمرض مثل البعوض والقراد.
  • الحفاظ على العادات الصحية الجيدة مثل غسل اليدين جيداً، وتجنب مشاركة أدوات الطعام مع الآخرين، ارتداء الكمامات الطبية في الأماكن العامة وتجنب الازدحام.

 

المراجع

 

 

https://www.nhs.uk/conditions/encephalitis/

https://www.medicalnewstoday.com/articles/168997

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/6058-encephalitis

https://www.webmd.com/a-to-z-guides/understanding-encephalitis-basics

https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/encephalitis

https://www.healthline.com/health/encephalitis

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/encephalitis/symptoms-causes/syc-20356136

د. شيماء ياسر

شيماء ياسر كاتبة محتوى طبي عربي، خريجة كلية العلوم قسم الكيمياء والحيوان بتقدير جيد جداً مرتفع، عملت في العديد من المعامل الطبية للتحاليل، وحصلت على الدراسات التمهيدية في قسم الفسيولوجيا، حاصلة على دبلومة الكيمياء الحيوية التحليلية بتقدير جيد جداً مرتفع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى