هل تحاليل دلالات الأورام دقيقة في الكشف عن السرطان؟

د. شيماء ياسرآخر تحديث: يونيو 20, 2023

0 3٬415 5 دقائق

تُنتج دلالات الأورام أو المؤشرات الحيوية للورم أو واسمات السرطان بواسطة الخلايا السرطانية في الجسم أو من خلال الخلايا الطبيعية استجابة لوجود سرطان بالجسم، وهي نوع من البروتينات التي تظهر في الدم أو البول أو في أنسجة الجسم المختلفة.

يمكن اكتشاف وجود الخلايا السرطانية من خلال إجراء تحاليل دلالات الأورام بالإضافة إلى بعض الاختبارات الطبية الأخرى مثل الفحص البدني، والتصوير بالموجات، وتحاليل البول، وكذلك من خلال إجراء الخزعة (Biopsy)، والخزعة هي إجراء بسيط يتضمن إزالة جزء صغير جداً من الأنسجة لفحصها.

كل هذه الفحوصات تساعد الطبيب في تشخيص نوع السرطان والتخطيط للعلاج، حيث أن هناك بعض الحالات غير السرطانية قد تؤدي لارتفاع نسب هذه المؤشرات الحيوية أو دلالات الورم.

يوجه الطبيب المختص مريض السرطان لإجراء تحاليل دلالات الأورام، وذلك لمتابعة تطور الورم وللإجابة على بعض الأسئلة المهمة مثل سرعة نمو الورم، ونوع العلاج الأمثل، ومدى فاعلية العلاج، هل حدث تكرار أو عودة للإصابة بالسرطان؟

ولابد من إجراء هذه التحاليل والفحوصات بشكل دوري وخاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.

جدول المحتوى عرض

لماذا تستخدم تحاليل دلالات الأورام؟ (فوائد تحليل دلالات الاورام)

تستخدم تحاليل دلالات الأورام كتشخيص أولي على الإصابة بالسرطان.
تساعد تحاليل دلالات الأورام على اختيار خطة العلاج المناسب سواء كان علاجاً كيميائياً أو علاجاً مناعياً، وكذلك لتحديد الأدوية التي قد تعطي نتائج أفضل من غيرها.
توقع فرص الشفاء، وذلك من خلال التنبؤ بسلوك السرطان ومدى استجابة المريض للعلاج (فاعلية العلاج).
مراقبة ما إذا حدث تكرار أو عودة للإصابة بالسرطان بعد الشفاء والتوقف عن العلاج.

تحاليل دلالات الأورام

انواع تحاليل دلالات الاورام

ترتبط بعض تحاليل دلالات الأورام بنوع واحد فقط من السرطان، بينما يرتبط البعض الآخر بالعديد من الأنواع المختلفة للسرطان، وهذه أشهر دلالات الأورام المستخدمة:

CA 125 (Cancer Antigen 125)

هذا النوع من تحاليل دلالات الأورام مرتبط بسرطان المبيض، حيث تزداد مستويات هذا البروتين في الدم للسيدات المصابات بسرطان المبيض.
لكن لا يمكن التشخيص بشكل قطعي اعتماداً على نتائج هذا الاختبار فقط، لذا لابد من إجراء بعض الفحوصات الأخرى.
يستخدم هذا المؤشر الحيوي لمعرفة مدى فاعلية العلاج، وكذلك لمتابعة تكرار أو عودة الإصابة بالسرطان بعد العلاج.
ارتفاع مستويات هذا البروتين لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان حيث أن مستويات هذا التحليل قد تزداد في بعض الحالات غير السرطانية مثل التهاب الحوض، والأورام الليفية الرحمية، والحمل، والدورة الشهرية.

CA 15-3 (Cancer Antigen 15-3)

يرتبط هذا النوع من علامات الأورام بسرطان الثدي، حيث ترتفع نسبة هذا البروتين في الدم عند المرضى المصابين بسرطان الثدي.
يستخدم هذا التحليل بعد التشخيص بالإصابة بالسرطان، وذلك لمتابعة مدى نجاح العلاج وللتأكد من عدم تكرار الإصابة بعد الشفاء.
للأسف لا ترتفع نسب CA 15-3 في الدم في المراحل المبكرة لسرطان الثدي، ولكنه يرتفع في المراحل المتقدمة.
قد تزداد مستويات هذا المستضد السرطاني أيضاً في حالات سرطان الرئة، والبنكرياس، والبروستاتا، والمبيض، ولكن ليس بنفس درجة ارتفاعها في حالة سرطان الثدي.
كذلك قد ترتفع نسب هذا البروتين في حالات غير سرطانية مثل الإنتباذ البطاني الرحمي، والتهاب الحوض، وأمراض الكبد، والحمل.

CA 19-9 (Cancer Antigen 19-9)

يرتبط تحليل CA 19-9 بكل من سرطان البنكرياس والمرارة والقناة الصفراوية والمعدة، ولكن لا يمكن الاعتماد كلياً على نسبة هذا البروتين في الدم في تشخيص هذا السرطان حيث أنه قد يرتفع في حالات مرضية أخرى مثل حصوات المرارة، وتليف الكبد، والتهاب البنكرياس.
يستعين الطبيب بهذا المؤشر الحيوي في مراقبة مدى تطور السرطان، ومدى نجاح العلاج، والتحقق من عدم تكرار الإصابة.

CEA (Carcinoembryonic Antigen)

هو بروتين سكري ترتفع نسبته في الدم نتيجة للإصابة ببعض أنواع السرطانات، خاصة سرطان القولون والمستقيم، لكن نسبة هذا البروتين تزداد أيضاً في حالة سرطان الرئة، والثدي، والغدة الدرقية، والمثانة، والمعدة.
يولد الأطفال بمستويات مرتفعة من المستضد السرطاني المضغي CEA، وتنخفض هذه المستويات مع التقدم في العمر.
على الرغم من أهمية هذا التحليل إلا أنه لا يستخدم منفرداً لتشخيص السرطان، لكنه يستخدم جنباً إلى جنب مع بعض الاختبارات والتحاليل الأخرى.
يستعين الطبيب بهذا التحليل للتخطيط للعلاج، ولمتابعة مدى فاعلية العلاج، وللتأكد من عدم تكرار الإصابة بالسرطان.

AFP (Alpha Fetoprotein)

هو بروتين دهني يصنع في خلايا الكبد السرطانية أو الطبيعية، ويرتبط ارتفاع هذا النوع من البروتين في الدم بسرطان الكبد تحديداً أو الأورام الجرثومية، ولكنه قد يرتفع أيضاً في حالة سرطان المبيض أو الخصيتين.
يستخدم هذا النوع من دلائل الأورام في تشخيص سرطان الكبد، حيث أنه يرتفع سريعاً في بداية الإصابة بالسرطان أو في مراحله المبكرة وينخفض بالعلاج.
يستعين الطبيب بهذا التحليل في معرفة مدى انتشار السرطان، وفي التخطيط للعلاج، ولمتابعة فاعلية العلاج، وتوقع فرص الشفاء، وكذلك للتحقق من عدم تكرار الإصابة.
لكن ارتفاع بروتين AFP لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان حيث أنه قد يصاب بعض الأشخاص بأمراض كبدية غير سرطانية، وكذلك قد يؤدي الحمل لارتفاع نسب هذا البروتين الدهني.

B2M (Beta-2-Microglobulin)

يقيس تحليل B2M نوع معين من البروتين الموجود في سوائل الجسم مثل الدم والبول والسائل الدماغي النخاعي (CSF)، ويرتفع هذا البروتين في سوائل الجسم نتيجة لسرطان الدم ونخاع العظام مثل الورم النقوي المتعدد (المايلوما المتعددة)، وسرطان الغدد الليمفاوية.
يستعين الطبيب بهذا المؤشر الحيوي لمعرفة مدى انتشار السرطان، ومدى سرعة نموه وتطوره، كما يساعد في التخطيط للعلاج ومعرفة مدى فاعليته.
على الرغم من ذلك قد ترتفع مستويات هذا التحليل في بعض الحالات غير السرطانية مثل أمراض الكلى، والإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

PSA (Prostate Specific Antigen)

هو بروتين يُنتج بشكل طبيعي في خلايا البروستاتا، ويرتبط ارتفاع نسب هذا المؤشر الحيوي بسرطان البروستاتا، قد يكون هذا الاختبار أداة مفيدة ولكنها غير متكاملة في تشخيص السرطان، حيث أن مستويات هذا البروتين ترتفع في العديد من الحالات مثل:
-التهاب غدة البروستاتا أو الخلايا المحيطة بها.
-تضخم البروستاتا الحميد.
-عدوى المسالك البولية.
يستعين الطبيب بنسب هذا البروتين في متابعة فاعلية العلاج، وللتأكد من عدم تكرار الإصابة بعد الشفاء.

هل تحليل دلالات الاورام دقيق؟ (هل تحاليل دلالات الأورام تكشف السرطان؟)

لا تعد تحاليل دلالات الأورام مثالية حيث أنها قد لا تكون حساسة بدرجة كافية لتشخيص السرطان أو تكرار الإصابة وعودة السرطان بعد العلاج، وكذلك فإن الاعتماد على مستويات دلائل الأورام غير كاف للتشخيص، وذلك لعدة أسباب:

من الممكن أن ترتفع مستويات هذه المؤشرات الحيوية للورم في حالات غير سرطانية.
تتغير مستويات تحاليل دلالات الأورام بمرور الوقت، ولا يمكن الحصول على نفس النتيجة في كل مرة يجرى فيها الاختبار.
في بعض الحالات قد لا ترتفع نسب هذه المؤشرات الحيوية على الرغم من وجود السرطان وتطوره، لذلك لا تساعد هذه التحاليل في التشخيص المبكر للسرطان.
بعض أنواع السرطان لا تنتج أي من علامات الأورام الموجودة في الدم، والبعض الآخر ليس له دلالات أورام معروفة.

لذلك يوصي الطبيب المختص بإجراء بعض الاختبارات والفحوصات الأخرى بجانب تحاليل دلالات الأورام مثل اختبارات البول والتصوير بالموجات والخزعات، وذلك لضمان دقة التشخيص.