الأمراض

الدوبامين أو Dopamine ما هو وأسباب نقصه وأهم الأعراض وكيفية الوقاية

ما هو الدوبامين (هرمون السعادة)؟

الدوبامين هو ناقل عصبي يُصنع في الدماغ يعمل كمرسل كيميائي بين الخلايا العصبية، ويلعب دوراً في شعورنا بالسعادة، إنه جزء كبير من قدرتنا البشرية الفريدة على التفكير والتخطيط يساعدنا على السعي والتركيز والعثور على الأشياء الممتعة.

يمكن أن يؤدي زيادته أو نقصه عن الحد الطبيعي إلى مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، بعضها خطير مثل مرض باركنسون Parkinson’s disease والبعض الآخر أقل خطورة بكثير، وهو أيضاً يعمل كهرمون عصبي يفرز بواسطة  (hypothalamus).

اقرأ أيضا: الالتهاب الرئوي، وأنواعه، واعراضه، ومضاعفاته، وعلاجه، والوقاية

منشأ الدوبامين

يتم صنعه في الدماغ من خلال خطوتين أولاً يتم تحويل الحمض الأميني التيروزين Tyrosine إلى مادة تسمى الدوبا Dopa، ثم تتحول هذه المادة إلى الدوبامين Dopamine.

وظيفة الدوبامين

يلعب دوراً في العديد من وظائف الجسم باعتباره ناقلاً عصبياً يشارك في:

  • الحركة.
  • الذاكرة.
  • المكافأة والتحفيز الممتع.
  • السلوك والإدراك.
  • الانتباه.
  • النوم والاستيقاظ.
  • المزاج.
  • التعلم.
  • الرضاعة.

باعتبار الدوبامين هرمون

  1. يتم إفرازه في مجرى الدم فيسبب ارتخاء الأوعية الدموية (بجرعات منخفضة يعمل كموسع للأوعية) أو تنقبض (بجرعات عالية يعمل كمضيق للأوعية).
  2. يزيد من إخراج الصوديوم (الملح) و البول من الجسم.
  3. يقلل من إنتاج الأنسولين في البنكرياس.
  4. يبطئ حركة الجهاز الهضمي (GIT) أو (القناة الهضمية) ويحمي بطانة الجهاز الهضمي.
  5. يقلل من نشاط الخلايا الليمفاوية في جهاز المناعة.

اقرأ أيضا: سرطان البنكرياس أنواعه، أعراضه، أسبابه، تشخيصه، الوقاية منه، علاجه

الدوبامين

أسباب نقص الدوبامين

ربط الخبراء العديد من الظروف الصحية بانخفاض مستويات الدوبامين مثل:

  • مرض شلل الرعاش Parkinson’s disease

هو اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي المركزي يمكن أن يسبب هزات وتيبس العضلات ومشاكل في التوازن والتنسيق، السبب الرئيسي لمرض باركنسون هو فقدان الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ ومع انخفاض مستويات الدوبامين، يصبح من الصعب على الدماغ التحكم في الحركة.

  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD

هو اضطراب في النمو العصبي يبدأ في الطفولة ولكن يمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ، قد يواجه الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في التركيز أو الانتباه أو التحكم في السلوك الاندفاعي.

لا يعرف الخبراء بالضبط ما الذي يسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكن يعتقد البعض أن انخفاض مستوى الدوبامين قد يساهم في ذلك، فالأشخاص المصابون به لديهم مستويات أقل من الدوبامين في الدماغ عن غيرهم.

  • تعاطي المخدرات

يمكن أن تسبب العقاقير كالكوكايين زيادة كبيرة وسريعة من الدوبامين في الدماغ، هذا يرضي نظام المكافأة الطبيعي الخاص بالشخص المتعاطي بطريقة كبيرة، لكن الاستخدام المتكرر للمخدرات يرفع أيضاً عتبة هذا النوع من المتعة، هذا يعني أنك بحاجة إلى بذل المزيد للحصول على نفس المستوى العالي، وفي الوقت نفسه تجعل الأدوية جسمك أقل قدرة على إنتاج الدوبامين بشكل طبيعي.

  • النظام الغذائي

قد تؤثر الأنظمة الغذائية على مستويات الدوبامين على سبيل المثال فإن الدهون المشبعة تؤدي إلى زيادة الالتهاب مما يؤدي لانخفاض مستوياته في الجسم.

قد يعني نقص البروتين في نظام الشخص الغذائي أيضاً أنه لا يوجد ما يكفي من التيروزين، وهو حمض أميني يساعد في بناء الدوبامين في الجسم.

  • السمنة

يمتلك البشر جيناً يسميه الباحثون “الجين المرتبط بكتلة الدهون والسمنة (FTO)”، الأشخاص الذين لديهم أنواع معينة من هذا الجين هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، يعتقد بعض العلماء أن هذا قد يكون بسبب تأثير جين FTO على الدوبامين ونظام المكافأة في الدماغ.

نظرت دراسة أقدم عام 2015 في فحوصات السلوك والدماغ للأشخاص الذين لديهم هذه المتغيرات الجينية ووجدت دليلاً على أن هذا الجين قد يغير نظام المكافأة في الدماغ، مما يؤثر على التحكم في الانفعالات.

  • قلة النوم

نقص الدوبامين يؤدي للشعور بالنعاس ولكن أيضاً قلة النوم قد تقلل من مستوى الدوبامين.

تشير دراسة إلى أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في توافر مستقبلات الدوبامين في الصباح.

اقرأ أيضا: دوالي الخصية وأعراضها وتطورها وتشخيصها وعلاجها

أعراض نقص الدوبامين

تعتمد الأعراض على السبب الأساسي على سبيل المثال يعاني الشخص المصاب بمرض باركنسون من أعراض مختلفة تماماً عن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات الدوبامين بسبب تعاطي المخدرات.

تتضمن بعض العلامات والأعراض العامة التي قد تشير إلى انخفاض الدوبامين ما يلي :

  • تعب.
  • الشعور بدافع أقل.
  • صعوبة في التفكير، أو “ضباب الدماغ”
  • الحزن أو اللامبالاة.
  • اليدين والقدمين الباردة.

 

الدوبامين

هل يسبب نقص الدوبامين حالات صحية عقلية؟

يرتبط انخفاض الدُوبامين بالعديد من اضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك اضطرابات الاكتئاب (MDD) وانفصام في الشخصية.

لا يزال العلماء يدرسون الدور الذي يلعبه الدُوبامين في هذه الحالات، فليس واضحاً ما إذا كان انخفاضه نفسه هو السبب، أو ما إذا كان هناك شيء آخر يؤدي إلى خلل في تنظيم الدوبامين في مناطق مختلفة من الدماغ، قد تشارك أيضاً نواقل عصبية أخرى في تطوير هذه الحالات.

الفصام في الشخصية: يمكن أن تكون بعض أعراض الفصام كالأوهام والهلوسة ناتجة عن وجود الكثير من الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ، قد تكون الأعراض الأخرى كنقص الحافز ناجمة عن عدم وجود ما يكفي من الدُوبامين في جزء آخر من الدماغ.

اقرأ أيضاً: عرق النسا أو Sciatica ماهو؟ أهم أعراضه الأسباب وكيفية تشخيصه وعلاجه

كيف تؤثر الهرمونات على مستويات الدوبامين؟

يتفاعل الدُوبامين مع النواقل العصبية والهرمونات الأخرى على سبيل المثال يشارك الناقل العصبي الغلوتامات glutamate أيضاً في دورة المتعة والمكافأة في الدماغ.

أجريت دراسة عام 2014 نظرت في كيفية تأثير الإجهاد والهرمونات الجنسية على النقل العصبي للدُوبامين خلال فترة المراهقة، لاحظ الباحثون أن التستوستيرون Testosterone و الاستروجين estrogen والجلوكوكوتيكويد glucocorticoid تتفاعل مع بعضها البعض وتؤثر على مستويات الدوبامين، يمكن أن يؤثر هذا على نضج الدماغ والوظيفة المعرفية في مرحلة المراهقة وحتى مرحلة البلوغ.

أجريت دراسة عام 2015 لاحظ فيها الباحثون أن الناقلات العصبية تتأثر بالعديد من التأثيرات، فقد كتب الباحثون أن الهرمونات الجنسية “متشابكة للغاية” مع:

  • الدوبامين.
  • السيروتونين serotonin.
  • جابا Gaba.
  • الغلوتامات glutamate.

هذه التفاعلات معقدة وغير مفهومة تماماً وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية تفاعل الدُوبامين مع النواقل العصبية والهرمونات الأخرى.

ناهضات الدوبامين

هي أدوية تحاكي الدُوبامين الناقل العصبي الطبيعي، ترتبط ناهضات الدُوبامين بمستقبلات الدُوبامين الموجودة على الخلايا العصبية في الدماغ وتنشطها، مما يتسبب في تفاعل الخلايا العصبية بنفس الطريقة التي تتفاعل بها مع الدوبامين الطبيعي.

ناهضات الدوبامين

تستخدم لعلاج مرض باركنسون والاكتئاب ومتلازمة تململ الساقين واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وانخفاض الدافع الجنسي وزيادة برولاكتين الدم hyperprolactinemia.

تتضمن أمثلة هذه الأدوية ناهضات الدُوبامين ما يلي:

  • لمرض باركنسون:pramipexole براميبيكسول ، روبينيرولropinirole، روتيجوتين rotigotine ، أبومورفين apomorphine.
  • للاكتئاب: براميبيكسولpramipexole.
  • لانخفاض الدافع الجنسي: pramipexole براميبيكسول (ميرابيكس).
  • لفرط برولاكتين الدم (الهرمون الزائد الذي يصنع حليب الثدي): bromocriptine بروموكريبتين ، كابيرجولين cabergoline.

ما هي مضادات الدوبامين؟

هي أدوية ترتبط بمستقبلات الدُوبامين (على الخلية العصبية المستقبلة) في الدماغ وتحجبها.

العديد من الأدوية المضادة للذهان هي مضادات الدُوبامين.

تُستخدم لعلاج الفصام والاضطراب الثنائي القطب والغثيان والقيء.

تتضمن أمثلة الأدوية المضادة للدُوبامين ما يلي:

  • للاضطراب في مرض انفصام الشخصية: أريبيبرازول aripiprazole، ريسبيريدون risperidone ، زيبراسيدون ziprasidone
  • للاضطراب ثنائي القطب: ريسبيريدون risperidone، أولانزابين olanzapine، زيبراسيدون ziprasidone .
  • للغثيان والقيء: ميتوكلوبراميد metoclopramide ، دروبيريدول droperidol.

تستخدم مثبطات إعادة امتصاص الدُوبامين لعلاج الاكتئاب والخدار، وللتغلب على الإدمان مثل التدخين والإفراط في تناول الطعام والشراهة في الأكل.

تتضمن أمثلة أدوية مثبطات الدُوبامين ما يلي:

  • للاكتئاب: بوبروبيون bupropion
  • للخدار: مودافينيل modafinil
  • لإدمان الكوكايين: بوبروبيون bupropion، نوميفينسين nomifensine، بنزتروبين benztropine ، مازيندول mazindol.
  • للإقلاع عن التدخين: بوبروبيون bupropion.

اقرأ أيضاً: التهاب الدماغ الأسباب والأعراض والعلاج وطرق الوقاية

ما هو ليفودوبا؟

يستخدم ليفودوبا levodopa لعلاج مرض باركنسون، لمساعدة ليفودوبا في الوصول إلى الدماغ، يتم دمج ليفودوبا مع كاربيدوبا Carbidopa، بمجرد وصوله إلى الدماغ، يتحول إلى الدُوبامين.

الدوبامين يمكن أن ينقذ الأرواح

عادةً ما تلعب هذه المادة الكيميائية دوراً ثانوياً في الجسم، ولكن في بعض الحالات الطبية فهي حرفياً المنقذ، يستخدم الأطباء الدُوبامين (Inotropin) بوصفة طبية لعلاج:

  • ضغط دم منخفض.
  • ضعف النتاج القلبي (عندما لا يضخ القلب كمية كافية من الدم).
  • ضعف تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.
  • بعض حالات الصدمة الإنتانية وهي حالة تسبب انخفاض ضغط الدم إلى مستوى كبير.

مضاعفات دواء الدوبامين

هناك مضاعفات محتملة لأي دواء، حتى لو تم تناوله تحت إشراف دقيق تشمل العوامل الرئيسية المرتبطة بالدُوبامين ما يلي:

  • عدم انتظام ضربات القلب
  • تسريع معدل ضربات القلب
  • صعوبة في التنفس
  • ألم صدر
  • استفراغ وغثيان
  • صداع الرأس

نظراً لأن العديد من الأدوية تتفاعل مع الدُوبامين، فمن الضروري معرفة الطبيب جميع الأدوية التي يتم تناولها.

اقرأ أيضا: جرثومة المعدة الأسباب والأعراض وطرق التخلص منها نهائياً

تشخيص نقص الدوبامين

لا توجد طريقة موثوقة لقياس مستويات الدُوبامين في دماغ الشخص بشكل مباشر، ولكن هناك بعض الطرق غير المباشرة.

تقيس بعض اختبارات الدم مستويات الناقلات العصبية، ولكنها لا تمثل مستويات الناقلات العصبية في الجهاز العصبي نفسه.

  • يمكن للعلماء أيضاً قياس كثافة ناقلات الدُوبامين التي ترتبط ارتباطاً إيجابياً بالخلايا العصبية التي تستخدم الدُوبامين، يتضمن هذا الاختبار حقن مادة مشعة ترتبط بناقلات الدُوبامين، والتي يمكن للعلماء قياسها باستخدام الكاميرا، ومع ذلك لا يستخدم الأطباء هذا الاختبار لتشخيص الحالات إذا كان لدى الشخص علامات على وجود حالة مرتبطة بانخفاض الدُوبامين، فسيختبرون هذه الحالة المحددة بدلاً من ذلك.

الدوبامين

كيفية تحسين مستويات الدوبامين بطريقة طبيعية

  • تناول نظاماً غذائيًا غنياً بالمغنيسيوم والأطعمة الغنية بالتيروزين فهذه هي اللبنات الأساسية لإنتاج الدُوبامين، التيروزين وهو حمض أميني يتم امتصاصه في الجسم ثم يذهب إلى الدماغ حيث يتحول إلى دوبامين.
  • تشمل الأطعمة المعروفة بزيادة الدُوبامين: الدجاج واللوز والتفاح والأفوكادو والبنجر والموز والشوكولاته والخضروات الورقية والشاي الأخضر والفاصوليا ودقيق الشوفان والبرتقال والبازلاء والسمسم وبذور اليقطين والطماطم والكركم والبطيخ وجنين القمح.
  • إن تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكر ينشط نظام الدُوبامين في البداية، إلا أنه يمكن أن يسبب التهاباً بمرور الوقت، مما قد يؤثر تدريجياً على إشارات الدُوبامين، وتشير دراسات أُجريت على الحيوانات إلى أن الدهون غير المشبعة قد لا يكون لها نفس التأثير، ومن المفيد اتباع نظام غذائي يحتوي على المزيد من الدهون غير المشبعة.
  • انخرط في الأنشطة التي تجعلك سعيداً أو تشعر بالاسترخاء حيث يعتقد أن هذا يزيد من مستويات الدُوبامين، مثل هذه الأنشطة: التمارين، والتأمل، واليوجا، والتدليك، واللعب مع حيوان أليف، والمشي في الطبيعة أو قراءة كتاب.

اقرأ أيضا: التهاب الزائدة الدودية..و 7 أطعمة تزيد من احتمالية التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال و الكبار..

مكملات الدوبامين

قد تساعد بعض المكملات في زيادة مستويات الدُوبامين، مثل:

فيتامين د3: أجريت دراسة بين 86 طفلاً مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فوُجد أن تناول فيتامين د3 يومياً يزيد من مستويات الدوبامين، هؤلاء الأطفال تلقوا 2000 وحدة دولية من فيتامين د 3 يومياً، لم يذكر العلماء ما إذا كان هذا قد أثر على قدرة الأطفال على التركيز.

الفول المخملي: هذه الفاصوليا الاستوائية غنية بالليفودوبا، وهي مادة يحتاجها الدماغ لإنتاج الدُوبامين.

علم النفس الحيوي: يتضمن هذا المفهوم الجديد استخدام البروبيوتيك probiotics والبريبيوتيك probiotics، وهي أنواع معينة من البكتيريا في القناة الهضمية مثل Bacillus تعمل على إنتاج الدُوبامين تستخدم لعلاج حالات الصحة العقلية. لذلك يعتقد العلماء أنه يمكن استخدام هذه البكتيريا كعلاج.

لا يزال البحث عن كل هذه المكملات كوسيلة لزيادة الدُوبامين في مراحله الأولى، غير واضح ما إذا كان أي منهم يمكنه تحسين أو علاج أي حالة طبية متعلقة بالدوبامين.

اقرأ أيضا: الصلع أو Baldness ..أنواعه وأسبابه أهم الأعراض والعلاج

المراجع

  1. https://www.healthline.com/nutrition/how-to-increase-dopamine
  2. https://www.medicalnewstoday.com/articles/320637
  3. https://www.webmd.com/mental-health/what-is-dopamine
  4. https://www.healthdirect.gov.au/dopamine
  5. https://my.clevelandclinic.org/health/articles/22581-dopamine
  6. dopaminehttps://www.medscape.com/viewarticle/982156

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى